لقاء مطوّل بين ميقاتي وباسيل… وهذه خريطة التسميات غدًا
قبل أن يتسلّم لقب الرئيس المُكلف يوم الإثنين، نال نجيب ميقاتي تفويضاً من نادي رؤساء الحكومات السابقين بإدارة فؤاد السنيورة وضمن أصوات كتلة تيار المستقبل برئاسة زميله عضو النادي المعتذر عن التكليف سعد الحريري، الذي عدل عن قرار عدم التسمية بجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليحظى ببركة قيادات الطائفة.
ساعات تفصل اللبنانيين عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية النائب الطرابلسي وتكليفه تشكيل الحكومة. وبات احتمال تأجيل الاستشارات بعيدًا، بعد تأمين غالبية تتيح تسمية نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، ولكن التوقعات بالمهمة الشاقة لميقاتي في عملية التأليف تبقى قائمة ومليئة بالثغرات والألغام.
وفقاً لخريطة التسميات من المتوقع أن يحظى رئيس “تيّار العزم” عصر يوم الاثنين بأكثرية نيابيّة تسمّيه، قد تزيد على 70 نائباً وهم: حزب الله في حال قرّر التسمية يوم غد بحسب المعلومات (14 نائباً)، وكتلة التنمية والتحرير (17 نائباً)، وكتلة تيار المستقبل (19 نائباً)، وكتلة تيار المردة (5 نواب)، وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي (7 نواب)، وكتلة الحزب السوري القومي الإجتماعي (3 نواب)، وكتلة ميقاتي (3 نواب)، وكتلة نواب الأرمن (3 نواب)، وينضم إلى لائحة المصوتين لصالح ميقاتي نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، ورئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، والنواب: عبدالرحيم مراد، وعدنان طرابلسي، وطلال أرسلان، وجهاد الصمد، وجان طالوزيان في حين لا يزال ميشال ضاهر متردداً بين التسمية من عدمها. فيما يتأرجح تصويت كتلتي: التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وبعض النواب المستقلين، بين السفير السابق نواف سلام أو التمنّع عن التسمية.
وبهذه النتيجة فإن ميقاتي المحظي بدعم خارجي فرنسي وأميركي ولا ممانعة خليجية، وكان من الأسماء المطروحة فرنسياً في أعقاب تفجير مرفأ بيروت سيكون مفتقراً الى الكتلتين المسيحيتين الاكبر في البرلمان. فتكتل الجمهورية القوية حسم موقفه بأنه لن يسمي أحد ولكن القوات قد تعطي الثقة لحكومة ميقاتي إذا جاءت مقبولة ومتوازنة ومنطقية.
أمّا تكتل “لبنان القوي” فحتماً لن يسمي ميقاتي، بحسب مصادره، وهو طرح اسم نواب سلام في الأيام الماضية رغم علمه أنّ لا حظوظ لسلام، كون التجربة في تكليفه ستكون صورة طبق الأصل عن تجربة الرئيس سعد الحريري، وفق ما أبلغ رئيس التيّار النائب جبران باسيل حليفه حزب الله. وبحسب التسريبات فإنّ باسيل أبلغ ميقاتي بقرار عدم تسميته شخصيًا خلال لقاء مطوّل جمع الرجلين ليل السبت، وتباعًا كرّر عدم رغبة التيّار المشاركة في الحكومة.
وجرى التداول بين كل من ميقاتي وباسيل في عدم الرضى بشكل مطلق المس بصلاحيات ومقام رئاسة الحكومة التي أعطاها إياها الدستور، ولا صلاحيات ومقام رئاسة الجمهورية، ولا صلاحيات ومقام رئاسة مجلس النواب، في بلد مثل لبنان قائم في الأساس على توازنات طائفية دقيقة وحساسة.
ولكن السؤال هل يُعطي رئيس الجمهورية وفريقه السياسي نجيب ميقاتي ما لم يعطوه لسعد الحريري؟ لا سيّما أنّ في توزيع الحقائب والحكومة المقبلة ستدير الانتخابات النيابية، إن حصلت، ومسألة الانتخابات النيابية مصيرية للجميع والثقة مفقودة بين الجميع، والمعركة الانتخابية ستكون قاسية، لذا فإن الإمساك بالقرار الحكومي سيكون محور الصراع في التأليف.
تعاون الرئيس المكلّف المرتقب مع رئيس الجمهورية، تمّ بحثه خلال اتصال هاتفي فور عودة ميقاتي من رحلته الخارجية إلى بيروت. وخلال المكالمة الهاتفية شكر ميقاتي الرئيس ميشال عون على الموقف الإيجابي الذي أبداه تجاهه، والذي أعلنه عبر لقاء صحافي مع الزميل عماد مرمل. وقد أكّد له الرئيس عون الرغبة بالتعاون معه للوصول إلى حكومة تباشر علية الإنقاذ من خلال تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
وبحسب المعلومات أن المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين الخليل التقى ميقاتي أيضاً، وبحث معه في التكليف على أن تُبحث تفاصيل التأليف لاحقاً.
ميقاتي، صاحب التجربتين الحكوميتين، أبلغ خلال اتصالاته برؤساء الكتل النيابية نيته تأليف حكومة تكنوقراط مؤلفة من شخصيات مستقلة غير حزبية، وهو أمر شدّد عليه نادي رؤساء الحكومة السابقين بلسان الناطق باسمه فؤاد السنيورة.
إذا ما مرّت الاستشارات على خير وشهدت الحكومة ولادةّ سهلةً، ضمن المهلة التي أعطاها ميقاتي لنفسه وهي شهر على الأكثر للتشكيل، فإن جدول أعماله سيتضمن زيارات تشمل السعودية والكويت وقطر وسلطنة عمان، إضافة إلى مصر وتركيا لحشد دعم عربي وإقليمي لحكومته، التي ستتولى “وقف الانهيار”، وهذه مسألة لها ألف سؤال وعلامة استفهام تتعلق بمهارات “المكلّف” تحتاج إلى بحث آخر.
رانيا برو